المجلة | قــصـــة |إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك عن علقمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > قــصـــة

إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك
عن علقمة بن أبى مرثد، قال‏:‏ لما قدم عمر بن هبيرة العراق، أرسل إلى الحسن وإلى الشعبى، فأمر لهما ببيت، فكانا فيه نحواً من شهر، ثم دخل عليهما وجلس معظِّماً لهما، فقال‏:‏ إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إليَّ كتباً، أعرف أن فى إنفاذها الهَلَكة، فإن أطعته عصيت الله، وإن عصيته أطعت الله، فهل تريان فى متابعتى إياه فرجاً‏؟‏ فقال الحسن‏:‏ يا أبا عمرو (وهي كنية الشعبي)، أجب الأمير‏.‏ فتكلم الشعبى، فانحط فى أمر ابن هبيرة، كأنه عذره، فقال‏:‏ ما تقول أنت يا أبا سعيد‏؟‏ قال‏:‏ أيها الأمير، فقد قال الشعبى ما قد سمعت‏.‏ فقال‏:‏ ما تقول أنت‏؟‏ قال‏:‏ أقول‏:‏ يا عمر بن هبيرة، ويوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله تعالى فظ غليظ لا يعصى الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك‏.‏ يا عمر بن هبيرة، إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله تعالى‏.‏ يا عمر بن هبيرة، لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل فى طاعة يزيد بن عبد الملك، فيغلق به باب المغفرة دونك‏.‏ يا عمر بن هبيرة، لقد أدركت ناساً من صدر هذه الأمة، كانوا عن الدنيا وهى مقبلة عليهم أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهى مدبرة عنكم‏.‏ يا عمر بن هبيرة، إنى أخوفك مقاماً خوفكه الله تعالى فقال‏:‏{ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} [‏إبراهيم‏:‏14‏]‏.‏ يا عمر بن هبيرة، إن تك مع الله فى طاعته، كفاك يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصى الله وكلك الله إليه‏.‏ فبكى عمر بن هبيرة وقام بعبرته‏.‏ فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما، وأكثر فيها للحسن، وكان فى جائزة الشعبى بعض الإقتار، فخرج الشعبى إلى المسجد، فقال‏:‏ أيها الناس، من استطاع منكم أن يؤثر الله تعالى على خلقه، فليفعل، فوالذى نفسى بيده، ما علم الحسن شيئاً منه فجهلته، ولكنى أردت وجه ابن هبيرة، فأقصانى الله منه‏.‏

المزيد